لكم الناس"، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، قاموا فتكلموا بالذي قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لهم: "ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم"، وهنا تأثر المهاجرون والأنصار، وقالوا مثل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم اتفقوا على قول واحد وقاموا بتسليم الوفد جميع ما أخذوا، وهم راضون سعداء، وأطلقوا سراح ما في أيديهم من سبي هوازن إلا قوما تمسكوا بما في أيديهم، فأعطاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إبلا عوضا عن ذلك، وفك أسرهم جميعا١.
إن الإنسان العظيم لا ينسى جميلا أُسدي إليه، وأو أسدي لأحد من صحابته، ودائما يحفظ الفضل لأهله، وعلى رأس العظماء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، لقد تذكر جميل آل حليمة في وقت عسرهم، وضعفهم فما خذلهم وما هانهم.. بل أكرمهم جميعا، وأعادهم إلى ديارهم أحرارا.
وهكذا حافظ رسول الله على الخلق الكريم، فوفَّى لحليمة رضي الله عنها يوم أتت إليه، وأكرم أهلها وقومها صلى الله عليه وسلم، يوم أن وقعوا أسرى عند المسلمين، وقد أسلموا بعد ذلك، وحسن إسلامهم..