للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنده الحجر من وجهه، وجعل عرض ما بين الركن الشامي إلى الركن الغربي اثنين وعشرين ذراعا، وجعل طول ظهرها من الركن الغربي إلى الركن اليماني أحدا وثلاثين ذراعا، وجعل عرض سقفها اليماني من الركن الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعا، وجعل بابها بالأرض، وحفر جبا في بطن البيت على يمين من دخله يكون خزانة للبيت، وكان إبراهيم عليه السلام يبني وإسماعيل ينقل له الحجارة على رقبته، وفي ذلك يقول الله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ١".

وأما بناء العمالقة وجرهم للكعبة: فذكره الأزرقي؛ لأنه روى بسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال في خبر بناء إبراهيم عليه السلام للكعبة: ثم انهدم فبنته العمالقة، ثم انهدم فبنته قبيلة من جرهم، ثم انهدم فبنته قريش.

وأما بناء قصي بن كلاب: فقد جزم به الماوردي في "الأحكام السلطانية"؛ لأنه قال: فكان أول من جدد بناء الكعبة من قريش بعد إبراهيم عليه السلام قصي بن كلاب، وسقفها بخشب الدوم وجريد النخل.

وأما بناء قريش الكعبة: فهو ثابت كما في السنة الشريفة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحضره صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وثلاثين سنة، كما جزم به ابن إسحاق وغير واحد من العلماء.

وأما بناء ابن الزبير رضي الله عنه للكعبة: فإنه ثابت مشهور، ويرجع سبب اهتمامه ببنائها إلى ما حدث فيها من تهدم لسببين:

السبب الأول: توهن الكعبة من حجارة المنجنيق التي أصابتها حين حوصر ابن الزبير رضي الله عنهما بمكة في أوائل سنة أربع وستين من الهجرة؛ لمعاندته يزيد بن معاوية، ومبايعة أهل مكة والمدينة له خليفة للمسلمين.


١ سورة البقرة آية ١٢٧.

<<  <   >  >>