للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اشترك فيه محمد صلى الله عليه وسلم يوم أن كان عمره خمسا وثلاثين سنة.

والكعبة ليست هي المسجد الحرام، وليس هي الحرم؛ لأن المراد بالمسجد الاتساع المحيط بالكعبة، الذي يصلي فيه الناس، والحرم هو المكان الذي يشمل مكة وما حولها من جميع الجهات إلى الأماكن المعروفة المحددة، التي تفصل بين الحل والحرم، من كافة نواحي مكة، وهي المعروفة بالمواقيت المكانية، التي يحرم منها أهل مكة بالعمرة.

وبناية قريش للكعبة كان قبل الإسلام بخمس سنوات، وهي المرة التي اشترك فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وعمره خمس وثلاثون سنة١.

وسبب قيام قريش ببنائها ما أصابها من حريق نال منها بسبب شرارة صدرت من امرأة عربية، وهي تقوم بتجمير الكعبة، ولدخول السيل فيها، وتصدع جدرانها، ولأنهم لاحظوا أن نفرا تمكنوا من الدخول فيها، وسرقوا حليا وذهبا منها.

أرادت قريش أن تتغلب على هذه المثالب فاتفقوا على بناء الكعبة سويا، وقاموا بتقسيم جدر الكعبة أجزاء، ووزعوها على سائر القبائل؛ لتنال كل قبيلة شرف المساهمة في بناء الكعبة.

فكان شق الباب لبني عبد مناف وزهرة، وهو الجدار الشرقي.

وكان من بين الركن الأسود والركن اليماني لبني مخزوم وقبائل من قريش انضموا إليهم، وهو الجدار الجنوبي.

وكان ظهر الكعبة لبني جمع وبني سهم، وهو الجدار الغربي.

وكان شق الحجر لبني عبد الدار بن قصي، ولبني أسد بن عبد العزي بن قصي ولبني عدي بن كعب، وهو الحطيم٢ الواقع في الجهة الشمالية.

وقد اشترك النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه في بناء الكعبة، فكان ينقل معهم الحجارة، وهم يضعون أزرهم على عواتقهم، ويحملون الحجارة، ففعل محمد مثلهم، فبانت عورته،


١ الروض الأنف ج١ ص٢٢١، وهذا أصح الأقوال.
٢ السيرة النبوية ج١ ص٢٢٦، هامش الروض الأنف.

<<  <   >  >>