للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد اشتهر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه بالأخلاق الكريمة، تمتع بالصفات الفاضلة، وجاء قول الله تعالى في وصف خلقه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ١، لتصف أخلاقه بالعظمة التي اتصف بها بصورة شاملة قبل المبعث، حتى سماه قومه بالأمين، ووصفته السيدة خديجة بما كان فيه يوم أن جاءها مرتعشا خائفا، قالت له: والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق٢.

وصدقت السيدة خديجة رضي الله عنها في شهادتها، ونطقت بالحق، وكانت تعبيرا ناطقا عن المستقبل؛ إذ أكرم الله محمدا صلى الله عليه وسلم، واختاره رسولا للعالم كله.

٢- جمال الخِلْقَة:

أضفى الله تعالى بفضله وكرمه على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الحسن والجمال، الذي تميز به قبل النبوة.. وحين نورد شيئا من جمال خلقته صلى الله عليه وسلم، فليس أمامنا إلا مصادر السيرة والحديث ننقل عنها.

يروي البخاري بسنده عن أبي هريرة أنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها، حتى قال أنس رضي الله عنه: لم أرَ بعده ولا قبله مثله"٣.

ولما سئل البراء رضي الله عنه: أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر، وكان مستديرا. وورد أنه كان صلى الله عليه وسلم مليح الوجه٤.

وكان عظيم الفم، طويل شق العين٥.


١ سورة القلم آية ٤.
٢ صحيح البخاري - كتاب المناقب.
٣ البخاري ٧/ ٥٨ - كتاب اللباس - باب الجعد، ومسلم ٤/ ٨١٩ - كتاب الفضائل - باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان أحسن الناس وجها.
٤ صحيح البخاري - كتاب الفضائل - باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض مليح الوجه ج٦ ص٢٨.
٥ صحيح البخاري - كتاب الفضائل - باب صفة فم النبي صلى الله عليه وسلم وعينيه وعقبيه ج٦ ص٢٨.

<<  <   >  >>