٢ يعني: أنه صلى الله عليه وسلم إذا تحدث اتصل بحديثه بكفه اليمنى، وذلك لتأكيد الكلام وتقويته في النفوس، وزيادة إيضاحه بإشارات الكف، وضرب براحته اليمنى بطن إبهامه اليسرى؛ اعتناء بذلك الحديث، ودفعا لما يعرض لنفس السامع مع الفتور أو الغفلة عن الحديث. ٣ أي: إذا غضب من أحد أعرض عنه، فلا يقابله بما يقتضيه الغضب؛ امتثالا لقوله تعالى: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين} . وأشاح: أي بالغ في الإعراض وعدل عنه بوجهه صلى الله عليه وسلم، وإذا فرح صلى الله عليه وسلم من شيء غض طرفه، ولا ينظر إليه نظر شره وحرص. ٤ أي: معظم ضحكه صلى الله عليه وسلم إنما هو التبسم، ويفتر: أي يضحك ضحكا حسنا كاشفا عن سن مثل حب الغمام في البياض والصفاء، وحب الغمام هو البَرَد -بفتحتين- الذي يشبه اللؤلؤ، فكان صلى الله عليه وسلم إذا تبسم بدت أسنانه الشريفة كاللؤلؤ اللامع.