للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦- في تفسير قوله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} ١ قال المفسرون في رواية: يغشاها فراش من ذهب، وفي رواية أخرى قالوا: ينتثر منها الياقوت وثمرها مثل قلال هجر.

٧- جاء في أحاديث الإسراء: أنه صلى الله عليه وسلم رأى عند سدرة المنتهى نهرين ظاهرين ونهرين باطنين، وأخره جبريل عليه السلام بأن النهرين الظاهرين هما: النيل والفرات.. وذكر حديث أنس: أن هذين النهرين في السماء الدنيا، وقال له الملك: هما النيل والفرات، أصلهما، وعنصرهما.

رابعا: فك تعارض الأحاديث

والسؤال هنا: كيف نفك هذا التعارض؟ ونجمع بين هذه الآراء؟

نظر العلماء إلى هذا التعارض الظاهري، وذهبوا إلى أن الإسراء وقع مرتين، مرة في المنام، ومرة ثانية في اليقظة.

يقول الإمام محمد الشامي: "ذهب جماعة منهم المهلب شارح البخاري إلى هذا الرأي، وحكاه عن طائفة، منهم أبو نصر القشيري، والحافظ البغوي، والمحدث أبو القاسم عبد الرحمن الخثعمي المعروف بالسهيلي، وبين أن النووي جزم به فتاويه، وهؤلاء وغيرهم من العلماء ذهبوا إلى تكرر الإسراء مرتين، مرة في المنام، ومرة في اليقظة، وكانت مرة النوم توطئة له، وتيسيرا عليه، كما كان في بدء ثبوته صلى الله عليه وسلم من الرؤيا الصادقة؛ ليسهل عليه أمر النبوة، لأمر عظيم تضعف عنه القوى البشرية، وكذلك الإسراء سهله عليه بالرؤيا أولا؛ لأن هوله عظيم، فجاء في اليقظة بعد توطئة وتقدمة، رفقا من الله تعالى بعبده، وتسهيلا عليه٢.


١ سورة النجم آية ١٦.
٢ الروض الأنف ج١ ص١٤٩، ١٥٠، سبل الهدى والرشاد ج٣ ص١٠٦.

<<  <   >  >>