للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووضعت الحرب أوزارها، وانتهى يوم بعاث، آخر أيام الأوس والخزرج، والكل يتمنى ألا يعودوا إليها مرة ثانية ... ولذلك أقبلوا على الإيمان بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليتوحدوا بالإسلام، وحتى لا يسبقهم اليهود إليه، يروي البخاري في صحيحه بسنده أن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وقد افترق ملؤهم، وقتل سرواتهم، وخرجوا فقدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، وجعله سببا في دخولهم الإسلام"١.

وذلك يشير إلى أنها كانت وقعة عظيمة، احتاجوا بعدها إلى وصل ما انقطع، وتعويض ما فقدوه، فوجدوا الإسلام، فصدقوا به، وآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكان كل من الأوس والخزرج يأنف من تسيد صاحبه عليه، وأملوا في أن يكون الرائد من غيرهم؛ ولذلك كانت سعادتهم غامرة بمقدم مصعب بن عمير رضي الله عنه؛ ليكون إماما للجميع.

والذين حضروا اللقاء الثاني وبايعوا هذه البيعة اثنا عشر رجلا، هم:

١- أسعد بن زرارة.

٢- عوف بن الحارث.

٣- معاذ بن الحارث.

٤- ذكوان بن قيس.

٥- عبادة بن الصامت.

٦- يزيد بن ثعلبة.

٧- العباس بن عبادة.

٨- أبا الهيثم بن التيهان.

٩- عويس بن ساعدة.

١٠- رافع بن مالك.

١١- قطبة بن عامر.

١٢- عقبة بن عامر.

وقد بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة عرفت ببيعة النساء؛ لخلوها من النصرة والجهاد، أيضا لأنها جاءت موافقة لما نزل القرآن الكريم بها بعد ذلك، وهو يشرع للنبي صلى الله عليه وسلم ما يبايع النساء عليه، وذلك في صلح الحديبية.


١ صحيح البخاري - باب مناقب الأنصار ج٦ ص١٤٤.

<<  <   >  >>