للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يروي البخاري بسنده عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه: "تعالوا بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فأمره إلى الله: إن شاء الله عاقبه، وإن شاء عفا عنه" ١.

ولما هم القوم بالرجوع إلى المدينة طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل معهم من يقرئهم القرآن، ويعلمهم ما نزل من الإسلام، فأرسل صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير، وأمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعلمهم الإسلام، ويقرئهم القرآن، ويفقههم في الدين.. وكان اختيار مصعب بن عمير لهذه المهمة اختيارا موفقا؛ لأنه استطاع بفضل الله أن يدخل الإسلام في كل بيوت المدينة خلال عام واحد، وصار الجميع يهتمون بما يتلى عليهم من كتاب الله تعالى، حتى عرف مصعب رضي الله عنه باسم القارئ والمقرئ.

وتلقى الأوس والخزرج مصعبا بالترحيب ليؤمهم حيث كره كل منهم أن يؤمه واحد من القبيلة الأخرى٢.

اللقاء الثالث: بيعة العقبة الثانية

عاد أصحاب العقبة الأولى إلى المدينة، ومعهم مصعب بن عمير، ولم يقترب موعد الحج من العام القادم حتى تهيأت قلوب أهل المدينة للخير، وانتشر الإسلام فيهم، حتى لم تبقَ دار من دور يثرب إلا وفيها رهط من المسلمين، يظهرون إيمانهم، ويلتزمون بما عاهدوا الله عليه.


١ صحيح البخاري ج٦ ص٢٠٠.
٢ البداية والنهاية ج٣ ص١٥١.

<<  <   >  >>