للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للحق، المزيل للشبهة، المتجه إلى العقل مباشرة، من غير إثارة وجدان، أو تهييج انفعال"١.

ويقول الإمام النووي: الحكمة عبارة عن العلم المتصف بالإحكام، المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى، المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النفس، وتحقيق الحق، والعمل به، والصد عن اتباع الهوى والباطل، والحكيم من له ذلك، قال أبو بكر بن دريد: كل كلمة وعظتك وزجرتك، أو دعتك إلى مكرمة، أو نهتك عن قبيح، فهي حكمة٢.

ويقول ابن القيم: الحكمة جامع مانع؛ لأنه يشمل الإتقان والإحكام للأقوال، وتنزيل جميع الأمور في مواضعها المناسبة، وفي أوقاتها الملائمة للإفادة بها٣.

الصورة الثانية: الموعظة الحسنة

والوعظ يعني: النصح، والإرشاد، ومخاطبة الوجدان، وإثارة العواطف، ومن خلال التنوع البياني الذي يعرض المعنى بأساليب مختلفة، مع التذكير بالعواقب، والترغيب في الفعل، والتخويف من الترك.

والوعظ يشمل الوصية الخيرة، والأمر بالحسنى..

وعلى الجملة، فإن الموعظة عبارة عن مجموعة من العبر النافعة، والخطابات المقنعة، والإرشادات المعبرة.

وإنما وصفت الموعظة بأنها حسنة للإشارة إلى أن الموعظة تعني النصح الخير، وتدور حول فعل المعروف، وترك المنكر، وتحاول إقناع العقل، وإرضاء العاطفة، وإن لا لم تكن حسنة.


١ تفسير أبي السعود ج٢ ص٢٠٠.
٢ تربية النبي لأصحابه ص٣١٩.
٣ نفس المرجع السابق ص٣٢٠.

<<  <   >  >>