- يثير غريزة حب الذات بالترغيب، فالإنسان مجبول على حب الخير لنفسه والسعي لما يحققه، فيعده بالخير في الدنيا والآخرة، ويعرض عليه صورا وألوانا منه، مستخدما كل وسائل التأثير، من تصوير معجب، وتأكيد قوي، وتشويق يثير الكوامن، فيريه الجنة كأنه يرى مباهجها، ويستروح نسماتها، ويزين له ما يصنعه الإيمان في القلوب من شعور بالمن وشعور بالرضا إلى آخر تلك المعاني التي تلمس الوجدان وتفتح مغاليق القلوب.
- يثير غريزة الخوف بالترهيب مما سيترتب على عدم الاستجابة من ويل وبلاء في الدنيا والآخرة أيضا، فيعرض عليه صور العذاب في الآخرة، ويذكره بما أصاب الأمم السابقة في الدنيا عندما تولت عن دعوة الله، في أساليب تجعله يرى مصارع القوم، ويسمع أناتهم، مما يهز القلوب، ويزلزل النفوس لتنقاد وتلين.
- يثير غريزة التدين في الإنسان التي تدفعه إلى البحث عن الحق، فيلقنه إياه، في أسلوب أخاذ يحثه فيه على النظر في آيات الله، ويعرض عليه من ذلك ما يمتع الحس والعقل معا.
- كما يثير فيه مشاعر الهيبة والإجلال لله، بما يعرضه عليه من صفات جلاله، وعظائم آياته الدالة على قدرته، كما يثير مشاعر الحب لله، ورجاء فضله، والتودد إليه، والتوكل عليه، والثقة في رعايته وحمايته، بما يعرضه من ألوان نعمه، وعميم فضله، وسابغ رحمته، فهو الرحمن، الرحيم، الودود، الغني، الباسط، الجواد، أسبغ نعمه على الناس ظاهرة وباطنة.
تلك المعاني التي تمثل رباطا روحيا محكما يشد الإنسان إلى ربه، يكررها القرآن ويؤكدها حتى تستقر في النفوس فترقق العواطف وتلين القلوب وتجذبها نحو الحق جل وعلا.
كما يستجيش القرآن شعور الكرامة الإنسانية، فيربأ به أن يذل لمخلوق مثله، وأن يعنو وجهه لما لا يملك لنفسه شيئا، ويزكي فيه شعور الاعتزاز بما فضل به