على سائر خلقه، من اصطفائه للخلافة في الأرض وحمل الأمانة، وتلك المنزلة العالية لا يصح أن يهدرها الإنسان فيسجد لحجر، أو يطلب العون من جماد.
هذه الغرائز وتلك المشاعر التي يتجه إليها القرآن ليجد الحق طريقه إلى القلوب من خلالها، يختار في التعامل معها منا يناسبها من الأساليب المؤثرة التي تؤجج أوارها، وتزكي حميتها.
الدعوة إلى العبادة:
إذا كانت الدعوة إلى العبادة نرى القرآن الكريم يتجه إلى غريزة حب الذات بالترغيب، فيعرض ألوانا مما تحققه العبادات للمسلم في الدنيا، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وعند حديثه عن الحج يشير إلى أنه فريضة ليشهد المؤمنون منافع لهم، والزكاة تطهر المال، وتزكي النفوس، وتحقق الخير للمجتمع كله، وتربط بين الغني والفقير برباط الحب والإخاء، ثم يسوق ألوانا من الجزاء في الدنيا بمضاعفة الخير، وتحقيق الجزاء الأوفَى في الآخرة، ويعرض ذلك في صورة آسرة تدفع النفوس دفعا للطاعة.
ويتوجه إلى غريزة الخوف بالترهيب، فيوعد المقصرين بكل ألوان العذاب.
ويتوجه إلى غريزة الملكية فيقلل من حدتها، كما في تسميته الصدقة قرضا فهي لن تضيع بل تتضاعف، ويؤكد أن ما ينفقه المسلم اليوم سيضاعفه له الله غدا، ويذكر بأن المال الذي في يد الأغنياء إنما هو مال الله جعلهم مستخلفين فيه، فهو يطالبهم بإعطاء الفقراء بعض ما أعطاهم من مال.
ويتوجه إلى النفس الإنسانية فيعالج أدواءها من بخل وشح وحب للجاه والاستعلاء والمن والأذى.
كل ذلك لاحظه الإسلام في دعوته للعبادات؛ لأن طبيعة الموضوع تقتضيه، وساقه في أساليب زاخرة بألوان من وسائل التأثير.
الدعوة إلى المعاملات: إذا كانت الدعوة إلى المعاملات نرى القرآن يتجه إلى الألفاظ فيختار أدقها وأحكمها في الدلالة على المعنى المراد، ويكون استعماله للألفاظ استعمالا