حقيقيا، فإذا أطلق لفظا إطلاقا مجازيا لغرض ما، كان ذلك واضح المأخذ قريبا، شديد الظهور، كما في تسميته المرضعة أُمًّا، والمشاركة للطفل في الرضاعة من الأم أختا.
وفي الصياغة القرآنية تقصد الآيات إلى تقرير الحقائق الدينية، والأحكام الشرعية دون مبالغة، أو تجوز، فلا يستعمل الخيال في أصول المعاني المرادة، وإنما يكون التعبير الحقيقي المفصل الواضح، إذا كان المقام يستدعي التفصيل أو المجمل الجامع إذا كان المقام له.
ويؤثر غالبا المعاني الوجدانية لبعث الثقة فيها؛ لأنها حكم الله العليم بما يصلح الناس، أو التذكير برقابة الله واطلاعه على الأعمال أو التحذير من مخالفتها، وإثارة شعور التقوى في النفس، أو الترغيب في الطاعة، والوعد بجزيل الأجر، وحسن المثوبة، كما يستخدم وسائل التأثير الأخرى؛ كالتوكيد، وتكرير صفات الله في الفواصل، أو إثارة الشعور الأخلاقي في النفس، وباللمسات الوجدانية التي توحي بها الألفاظ والتعبيرات.
وهكذا..
ويتوافق أسلوب القرآن الكريم مع الموضوع الذي يدعو إليه، بدقة بليغة تحقق المقصود من الأسلوب.