الجيدة، مثلا فلانجان، وترافرز Flanagan, ١٩٥١, Travers ١٩٥١, في حين يرى غيرهم أن الجانب الحرج في الاختبار هو مدى تنبؤ الاختبار بالسلوك، ويفصل جولدمان Goldman في هذا الجدل حيث يرى أن المنظرين، والقائمين ببحوث بحتة يهتمون بالاختبارات لتساعدهم في اختبار الفروض حول السلوك الإنساني، وبذلك فإن الصدق الذي يحتاجون إليه هو صدق التكوين الفرضي، أما بالنسبة للممارس الذي لديه توجه إمبيريقي عادي، فإن الاختبارات تكون ذات فائدة له إلى الدرجة التي تساعده على إجراء تقديرات مستقبلية أكثر دقة، وهنا فإن ما يحتاج إليه الممارس "مثلًا المرشد" هو الصدق التنبؤي "صدق التوقع"، ومن جهة أخرى فإنه عندما نستخدم اختبارا عن تطور مفهوم الذات لدى الفرد على سبيل المثال حيث نحتاج إلى وصف للشخص، فإن المرشد يعول بشكل أكبر على صدق المحتوى، وأيضا صدق التكوين الفرضي "Goldman, ١٩٧١, p ٨٣"، ويجب أن ينتبه المرشدون إلى أن الاسم الذي يحمله الاختبار ليس بالضروري أن يعبر عن المفهوم، أو الخاصية التي يقيسها بالفعل، وعلى سبيل المثال فإن أحد الاختبارات يحمل عنوان "التقدير الذاتي" بينما أعد في الواقع لقياس القلق.
٣- المعايير: Norms:
عندما نبحث عن اختبار لاستخدامه في الإرشاد، فإننا نختار الاختبارات التي تتوافر عنها بيانات معيارية يمكن مقارنتها بخصائص الفرد "مثلا: العمر، المستوى التعليمي، الحالة الاجتماعية والاقتصادية"، أو بخصائص الجماعة التي يعتبر الفرد نفسه مرتبطا، أو منتميا لها "مثلا طلاب طب الأسنان"، وفي بعض الأحيان يكون من المرغوب أن نحصل على كلا النوعين من المعايير، أن المقارنة مع الزملاء، والمقارنة مع جماعة المستقبل، وعلى سبيل المثال فإن طالب الثانوية العامة "الثالث الثانوي" قد يكون في هذا المستوى أي في مستوى زملائه في سرعة الكتابة أو أعلى منه، ولكنه بالمقارنة بمن يعملون في الوظائف الكتابية يكون في وضع أدنى، والذي يهمنا في هذا المجال هو أن يسعى المرشد لانتقاء الاختبارات التي لها معايير يمكن أن يرجع إليها الدرجات التي يحصل عليها المسترشد.