المسترشد، بل يمكن للمرشد الماهر أن يجعل المسترشد يصل إلى الحكم الصحيح على سلوكه، ومتى أصبح المسترشد واعيا بهذا السلوك، وبمواطن الضعف أو الانحراف فيه، فإنه يكون بذلك قد وضع قدميه على أولى خطوات المسئولية.
إن المرشد الواعي بذاته يستطيع أن يتعرف على مواطن السلبية في أفكاره، وفي مشاعره وفي اتجاهاته، وأن يدرك في الموقف الإرشادي ما إذا كانت تصرفاته قد صبغت بهذه الجوانب السلبية.
وقد يكون لدى المرشد صورة سالبة عن ذاته، وقد يدفعه ذلك إلى أن يتجنب تلك التفاعلات التي تؤكد هذه الصورة السالبة، وبذلك يكون المرشد قد فقد الثقة في نفسه، وقد تصل هذه الصورة إلى المسترشد، فيفقد ثقته في المرشد، وهي نتيجة لا يحبها المرشد لنفسه، ولا يحبها أحد له.
كذلك فإن المرشد الواعي بذاته يعرف جيدًا مواطن القوة، ومواطن القصور "أو النقط العمياء" لديه، وهو يهتم بنموه الشخصي بنفس القدر الذي يهتم به بمعرفة أي الطرق الإرشادية تناسب هذا المسترشد أو ذاك.
١٠- صفات أخرى:
بجانب الصفات التي ذكرناها آنفًا، فإن المرشد بحاجة إلى أن يتصف بمجموعة أخرى من الصفات منها:
الصبر -الحلم وضبط النفس- الرحمة -الجرأة- الحياء -معرفة قيمة الوقت والقدرة على التنظيم، وتحمل المسئولية.
والصبر فضيلة يتحلى بها المسلم بصفة عامة، وقد امتدحها القرآن الكريم في عدة مواضع؛ ولأن الصبر كأسلوب في الحياة قد يصبح طريقة إرشادية لبعض الحالات، فإن المرشد نفسه يحتاج إلى أن يكون متمتعا بهذه الفضيلة ليمكنه أن يغرسها في المسترشدين عندما تدعو الحاجة لذلك.
أما الحلم وضبط النفس فهما سلاحان مضادان للغضب يلتزمهما الإنسان ليتجنب الآثار السيئة المترتبة على الغضب، ويرتبط بهاتين الخصلتين خصلة ثالثة هي العفو