والتسامح، وهذه جميعا صفات لازمة للمرشد، فالمرشد يتعامل مع بشر تختلف طباعهم، ومنهم من يسارع في الانفعال؛ ولأن كثيرًا من مشكلات المراهقين تنتج عن تصرفات من الكبار بدءًا من الآباء -أو عن اعتقادهم "في بعض الأحيان عن خطأ" أن آباءهم، أو معلميهم هم مصدر متاعبهم، فإن هذا الاعتقاد قد ينعكس على المرشد في موقف الإرشاد حيث يثور المسترشد، وينفعل أو حين يقاوم المرشد ويعانده، وهنا لا بد للمرشد من الصبر والحلم، وضبط النفس والتسامح حتى لا يفقد المسترشد ثقته فيه، وحتى يدرك عن قناعة أن هذا المرشد شخص يختلف عن الآخرين الذين فقد ثقته فيهم، وأنه يعمل لمصلحته فتوقى الألفة بينهما، وتزداد ثقة المسترشد في المرشد، وليتذكر المرشد قول الله تعالى:
وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاءه أعرابي، فقال له: يا رسول الله عظني، فقال له -صلى الله عليه وسلم:"لا تغضب" فكرر مرارا قال: "لا تغضب"، "رواه البخاري".
أما الرحمة فهي فضيلة خلقية وهي دأب كل مرشد، والرحمة تجعل الإنسان يشعر بما يشعر به الآخرون، وأن يشعر من ليس لديه هم، ولا ضرر بأولئك الذين تعتريهم الهموم أو يمسهم الضر، والمرشد الذي يقف في موقف فيه إنسان مرتبك، أو خائف أو متألم، أو مكلوم إنما يحتاج إلى الرحمة تسبق طريقه لتجعل جزءًا من مشاعره على الأقل يتحرر، فيشعر بهذا الإنسان: حيرته، وخوفه، وألمه، ومصيبته، وهنا يبدأ الإنسان في التعامل مع الإنسان، وليذكر المرشد دائما أن "الراحمون يرحمهم الرحمن".
وأما الجرأة فيقصد بها الإقدام والشجاعة، وهذه صفات مطلوبة للمرشد الذي يتناول مشكلات البشر، ويبحث في حلولها فهو بحاجة للجرأة في عمله داخل الجلسة الإرشادية ليواجه المسترشد في بعض الأحيان بعيوبه، وما صدر عنه من أخطاء، والجرأة مع