للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليس من الضروري أن يعمم المسترشد هذا السلوك إلى مواقف أخرى. وعلى سبيل المثال فقد لا يجد المسترشد صعوبة في أن يعبر عن تبرّمه من سلوك أحد زملائه، ومع ذلك فإنه قد لا يستطيع أن يعبر عن ذلك إزاء رئيسه في العمل.

ومن بين الباحثين الذين ساهموا بشكل مباشر, أو غير مباشر في تطوير فنيات التدريب التوكيدي مورينو "١٩٤٦، ١٩٥٥" Moreno الذي ذاعت شهرته كمؤسس لطريقة السيكودراما Psychodrama في العلاج النفسي, والتي تقوم على تمثيل درامي للاتجاهات والصراعات التي يمثلها المرضى من واقع الحياة, وترتكز هذه الطريقة بشكل كبير على التلقائية والارتجال. وتعتبر السيكودراما كطريقة لتمثيل الأدوار Role Playing شبيهة بإحدى الفنيات التي يستخدمها وولبيه بشكل أساسي في طريقته للتدريب التوكيدي، وتعرف هذه الفنية بالاسترجاع المتكرر للسلوك أو تكرار السلوك Rehearsal، غير أن هناك نقاط اختلاف بين الطريقتين منها أن السيكودراما تجعل ضمن أهدافها التنفيس والاستبصار، وهي جوانب لا يهتم بها المعالجون السلوكيون بشكل أساسي. ومن الأساليب العلاجية التي تتصل بشكل غير مباشر بطريقة التدريب التوكيدي تلك الطريقة التي استخدمها كيلي "١٩٥٥" Kelly والتي تعرف بطريقة الدور الثابت Fixed Role وهي مزيج بين علم النفس السلوكي وعلم النفس المعرفي، وتشتمل على استخلاص صورة لفرد خرافي متحرر من القلق ومن المشكلات السلوكية التي تسبب اضطرابا للمسترشد، ثم إرشاد المسترشد إلى تمثيل هذا الدور. وهذه الطريقة التي اقترحها كيلي تشبه أسلوب الاسترجاع المتكرر للسلوك "تكرار السلوك", الذي اقترحه وولبيه في التدريب التوكيدي. كذلك فإن إلبرت أيليس Ellis صاحب نظرية العلاج العقلاني الانفعالي يستخدم في علاجاته تدريبات تتشابه مع التدريب التوكيدي.

إن الملاحظات المتكررة للمؤلف، وكذلك نتائج البحوث تشير إلى أن نقص السلوك التوكيدي يصاحبه انخفاض في تقدير الفرد لذاته Self-esteem، ويرتبط كذلك بالخجل "ارتباطا عكسيا", فكلما زاد السلوك التوكيدي نقص الخجل لدى الفرد. وكذلك فإن السلوك التوكيدي يزداد لدى الأفراد ذوي الضبط الداخلي عنه لدى الأفراد ذوي الضبط الخارجي "بداري والشناوي ١٩٨٧، الدماطي ١٩٩٣".

وتوجد في الوقت الحاضر مجموعة من المقاييس التي تساعد المرشد والمعالج على التعرف على مستوى السلوك التوكيدي لدى الفرد مما يساعد على التعرف على هذه المشكلة في بدء العمل الإرشادي. ومن بين هذه المقاييس المقياس الذي طوّره جالاس وباشتين "١٩٧٤", والمقياس الذي طوّره جامبريك وريكي "١٩٧١".

وكذلك المقياس الذي أعدّته راثوس "١٩٧٣" Rathus, وقد نُقل إلى العربية واستُخدم في عدد من البحوث "بداري والشناوي ١٩٨٧".

ويمكن للمرشد أن يستفيد من العبارات المستخدمة في هذه المقاييس في عمله الإرشادي في تصوير المشكلة. وفي الغالب, فإن المشكلات التي يعرضها المسترشدون والتي تدل على نقص في السلوك التوكيدي ترتبط بالخوف أو القلق الاجتماعي والخجل والقلق بصفة عامة، والشكوى من اضطرابات الكلام، وكذلك في بعض حالات الاكتئاب.

<<  <   >  >>