هذا هو الباعث الأول من بواعث الشيوعية وهو يرجع إلى شخصية مؤسسها "كارل ماركس". أما البواعث الأخرى فقد تكون في البيئة التي شجعت على نشأة هذا الفكر وعلى انتشاره، وتلك البيئة التي بلغ فيها طغيان الإقطاع الزراعي -ومن بعده الإقطاع الصناعي- أقصى صنوف الاستغلال، وتلك البيئة التي بلغ فيها طغيان الكنيسة وافتئاتها على العقول والقلوب أقصى درجات الطغيان، كما بلغ فيها تحلل أكثر رجالها أقصى درجات التحلل، واستغلالهم للدين لتحقيق الكسب المادي، وفرض الإتاوات والتحالف مع الإقطاع والتحالف مع الحكام لنيل أقصى الدرجات كذلك، كل ذلك على حساب شعوب أكثرها فقير ومحروم، على حساب شعوب تتطلع إلى الإنقاذ فتسمع الصيحة الخادعة، التي كان ينادي بها الشيوعيون: يا صعاليك العالم اتحدوا، فأمامكم عالم تغنمونه وليس في أيديكم ما تفقدونه سوى الأغلال.
فينخدع العالم المحروم بالصيحة، ويحسب أنها صيحة الإنقاذ، تمامًا مثل الغريق الذي يتشبث بأي شيء، وتمامًا كما قال رب العالمين -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه:{فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}(الأحقاف: ٢٤، ٢٥) وهكذا تبدو الشيوعية بخداعها عارضًا ممطرًا، فإذا حلت كانت ريحًا فيها عذاب أليم تدمر كل شيء، وقد يكون هذا الباعث في الأفعى اليهودية التي تخفي رأسها وتنفث سمومها؛ لتحقق ما تواصت به في توراتها المحرفة أو في تلمودها المنحرف، أو فيما أعقب ذلك تدميرًا للأديان بل تدميرًا للجنس البشري كله من الجويم -أي: غير اليهود- لتصل إلى خرافة سيادة الجنس اليهودي وامتلاكه للعالم.
فـ"ماركس" نفسه يقول: "إن حل المشكلة اليهودية يستلزم أن يسيطر اليهود على جميع الأديان"، وذلك بتطبيق ما أسماه التحويل الاشتراكي للعالم بأسره،