بدراسة الحركة الصهيونية العالمية ومخططاتها نلاحظ بأنها تقوم على اعتقاد الصهاينة بأربعة ركائز أساسية، يبنون عليها فلسفتهم:
أول هذه الركائز: الروابط التاريخية والدينية القديمة التي تربط اليهود بأرض فلسطين، وتربط الصهاينة بصهيون.
وثانيها: يتمثل بأن اليهود في شتى أنحاء العالم عنصرًا واحدًا ينتمي إلى أصل واحد مرجعه إلى فلسطين، ومن ثم يعتبر جميع يهود العالم أعضاء في جنسية واحدة هي الجنسية الإسرائيلية.
وثالثها: أن الأرض الموعودة أو أرض الميعاد التي وعد بها إله إسرائيل الشعب الذي جعله شعبه المختار؛ لتكون لهم وطنًا وملكًا أبديًّا هي فلسطين، وما حولها من أراض تمتد من الفرات إلى النيل.
ورابعها: أن الرب قد تعهد بأن يرقى بذرية إسرائيل في النهاية إلى السيادة على العالم، ولذلك ستكون فلسطين قاعدة إمبراطورية اليهودية العالمية المنشودة.
وللتفصيل في تحليل وفحص هذه الركائز ودراستها يجب أن نناقش كل ركيزة على حدة، ونتساءل عن صحة الحق السياسي لليهود في فلسطين، وخاصة أنهم يدَّعون هذا الحق بهتانًا وزورًا، ولا تعكس الحقيقة؛ فالعرب الكنعانيون كان لهم الأسبقية للاستقرار والسكنى بفلسطين، وهم بها قبل اليهود منذ دهور طويلة من غابر الأزمان، وبشهادة التوراة نفسها، ففي التوراة تقول: جميع أراضي بني كنعان قد مرت هذه الأرض بفترات غزو وخضوع لمحتلين بحكم موقعها، وربطها