وتعود نشأة الدعوة إلى الصهيونية إلى زمن بعيد قد بدأت محاولة اليهود للتكاتف منذ تهجيرهم، وتشريدهم من فلسطين على يد البابليين في القرن السادس قبل الميلاد، ثم تشتيتهم على يد القائد الروماني تيطس سنة ٧٠ بعد الميلاد، وإجلائهم عن بيت المقدس، ثم إصرار النصارى على عدم رجوعهم إلى بيت المقدس حتى بعد الفتح الإسلامي؛ بل وطلبوا ذلك من الخليفة الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه، وأصروا على كتابة ذلك في وثيقة العهد ...
فنشأة الدعوة إلى الصهيونية ترجع إلى زمن بعيد، لكن إنشاء منظمة تهتم بهذه الفكرة وتبرزها إلى حيز الوجود بشكلها الفلسفي السياسي والعملي الواضح الأهداف بدأ يتبلور إثر المؤتمر الصهيوني الأول، فقبل المؤتمر الصهيوني الأول لم تكن تتعدَّى فكرة الصهيونية العاطفة والحنين، لكنها بعد هذا المؤتمر الصهيوني الأول تحولت إلى الشكل السياسي والعملي، وقد عُقد هذا المؤتمر الصهيوني الأول في شهر أغسطس سنة ١٨٩٧ في مدينة بازل السويسرية؛ حيث اجتمع مائتان وأربعة من قادة اليهود المقيمين في جميع أنحاء العالم، تحت رئاسة مجموعة من المفكرين، وانتخبوا رئيسًا يتصدر المنظمة الصهيونية اليهودية، وهو الصحفي تيودور هرتزل إثر مداولات واجتماعات مكثفة؛ وقاموا بصياغة بروتوكولات حكماء صهيون السرية التي شاء الله -سبحانه وتعالى- ألا تبقى طيَّ الكتمان، ففضحها على أيدي الخونة من أهلها.
أما اليهود أهل الصهيونية فهم كتلة بشرية ضئيلة من أول أمرها في الوجود، وأجمع المؤرخون المتجردون عن الهوى أن اليهود لما كانوا يدورون على محورهم