للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خاضع لتلك القوانين، وأن كل حدث له سبب وأن قوانين الارتقاء قد تكفلت بإتمام كل موجود، وأن الكون كله تكون من مادة حسب سخافتهم، فلا حاجة إلى القول بوجود إله خالق مدبر لهذا الكون، وبالتالي أخذ عظماء الكفر والإلحاد يتبجحون بما توصلوا إليه في اكتشافهم من تلك القوانين الطبيعية، فراحوا يتفنون في إطلاق كلمات الإلحاد، بينما مكتشفو هذه القوانين -كما سبق القول- قالوا: إنها سنة الله في كونه وطريقة الله في عمله في هذا الكون.

روافد الإلحاد الأخرى

استخدم الملحدون روافد لإلحادهم، فسروها وفق ما تمليه عليهم أهواؤهم، منها التقدمية والعصرية والرجعية والتحررية، وغيرها من هذه الأسماء الجوفاء، وهم يستخدمون هذه الأسماء باستخدامات تناسب نظريتهم فهم يقولون: إن الإنسان التقدمي هو الإنسان المهذب في سلوكه والواقعي في حكمه والصادق في التعبير عنه، هذا التعريف لم يقف عند هذا المفهوم، بل أصبح يطلق في جانب العقائد على الإنسان الذي ينبذ التدين والتقاليد، وينفلت من كل ارتباط بالفضائل الدينية ويتخذ الإلحاد مذهبًا، مثل الأحزاب التي أطلقت على نفسها صفة التقدمية في البلاد العربية وفي غيرها.

وفي جانب المظاهر صاروا يطلقون على الشخص أنه متقدم حينما يهتم بمظهره الشخصي، خصوصًا حينما يقلد الإفرنج في لباسهم وسلوكهم، كما يسمونه حينما تلبسه المرأة من أنواع الملابس ملابس تقدمية الموضة لأنواع المكياجات، ولباسها إلى نصف الفخذين وكشفها للرأس وترديد بعض عبارات الغربيين، يعتبرون هذا كله تقدمًا وهي من الأمور التي انعكست الحقائق فيها. قد نجح

<<  <   >  >>