للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغربيون في الإيحاء إلى الرجل والمرأة أنه ليس بينهم وبين التقدم إلا ركوب تلك المسالك، ومن روافد الإلحاد أيضًا تعبير الرجعية والجمود، فهم يقولون في تعريف الرجعية: إنها هي الميل في السير إلى الوراء والعزوف عن متابعة الحركة نحو اليقظة.

وأما الجمود فهو الوقوف في الحركة عند مرحلة من مراحل تطور الإنسان، في كماله وتمام نمو طاقاته البشرية، ولكن ماذا يقصدون بها؟ لقد اتخذوا من هذا المصطلح نقطة انطلاق في سبهم للإسلام والمسلمين، ولقد قالوا منكرًا من القول وزورًا، فالإسلام والمسلمون بريئان من هذا الوصف، بل إن أعداء الإسلام أحق بهذا الوصف وسلوكهم وأفكارهم هي عين الرجعية والجمود، فإن المتتبع لأقوالهم عن نشأة الإنسان وتطوره لو قارنها بأقوالهم اليوم عن تمدحهم بالتطور لرأى العجب في تناقضهم.

ومن المصطلحات أيضًا مصطلح الخرافة والتقاليد، فالخرافة عندهم هي الاعتقاد بما لا ينفع ولا يضر ولا يلتئم مع المنطق السليم والواقع الصحيح، لكنهم يستخدمون الخرافة بمعاني الروحية ومبادئ الدين وتعاليمه، فالبعث خرافة والإيمان بالغيب خرافة، أما ما هم فيه من الإلحاد وإنكار الأديان فهو العلم والحقيقة، وكذلك مصطلح التقاليد ومصطلح الحرية والكبت، فالحرية عند الماديين يراد بها الانطلاق من كل قيود القيم والمثل والمبادئ التي دعا إليها الدين، ويراد بها العودة إلى الحياة البهيمية من أوسع الأبواب ولكن تحت تسمية التطور والتجديد.

وصلى اللهم على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <   >  >>