الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين، سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قضية وجود الله تعالى أو عدمها قضية ما كان لها أن تبحث ...
ففي كل شيء له آية ... تدل على أنه الواحد
فوجوده -سبحانه وتعالى- يتمثل بوضوح في كل هذا الوجود، من أصغر مخلوق إلى أكبره ومن الذرة إلى المجرة، بل إن الإنسان من أكبر الأدلة على وجود الله الحكيم الخبير، فأي موجود يستطيع أن يزعم أنه هو الذي أوجد نفسه، وعلى الصورة التي أرادها أو قدر لنفسه رزقه وأجله ومصيره بعد ذلك؟! لكن هناك فئة شاذة استهواهم الشيطان فمات قلبهم وإن كانوا أحياء يرزقون، فذهبوا يعترضون على وجود الله تعالى وهذه الفئة هم الملاحدة، ولقد كثرت الردود على الملاحدة في هذه القضية الخطيرة بما لا يكاد يحتاج إلى زيادة، لكن المؤمن السليم الفطرة الذي لم تنحرف به شياطين الإنس والجن حصل في قلبه تضايق من سرد هذه الأدلة؛ فالله -عز وجل- أجل وأعظم من أن يحتاج وجوده إلى شخص من الناس يثبته أو يجادل خصومه لإثبات وجوده.
لا يمكن أن نجد إنسانًا سليم العقل والفطرة يعتقد أن الله سبحانه وتعالى يخفى على عباده، فالعقل والكون كله وجميع المخلوقات من نبات وجماد وحيوان وإنسان وغيرها ومن ساكن ومتحرك، كلها تدل على وجود الله سبحانه وتعالى، وتشهد بقدرته وحكمته ولطفه وعظمته جميع ذرات هذا الكون، ولذلك فلسنا في حاجة إلى الإتيان بحشود من الأدلة، وما أكثرها على وجود الله وما أكثرها في كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم، ففي كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ما يشفي ويكفي لمن عنده أدنى شك في وجود المولى -عز وجل. ومن العجيب أن يستدل الملاحدة على إنكار وجود الله تعالى بأدلة