إن الاشتراكية قامت في القرن التاسع عشر الميلادي بسبب النزاع المرير بين العمال وأصحاب العمل؛ إذ إن العمال في هذا العصر طالبوا بزيادة أجورهم، وامتنع أصحاب العمل عن زيادة هذه الأجور، في الوقت الذي كان فيه أصحاب العمل يستغلون المال أسوأ استغلال، دون رحمة بأحد من العمال، وفي نفس الوقت تقريبًا بدأ ظهور الآلات الصناعية الحديثة، فإذا بأصحاب العمل يفضلونها عن الأيدي العاملة لوفرة إنتاجها، وقلة ما تحتاج إليه من العمال لتشغيلها؛ فاستغنى أصحاب العمل عن كثير من العمال، فنشأت البطالة ومشاكلها العديدة.
ومن هنا نشأة فكرة التوجه بالمطالبة بإصلاح هذه الأحوال الاقتصادية المضطربة، والحد من التنافس بين الناس بالاستئثار بالمال وجمعه، الذي يسبب الصراع بينهم، وكان هذا في الوقت الذي أفلس فيه الدين النصراني المحرف طبعًا، أفلس عن حل أي مشكلة من هذا النوع، بل كان عاملًا قويًّا في ظهور فكرة اللادينية، وفي ظهور المذاهب المنحرفة المختلفة التي قامت من أول يوم على محاربة كل الأوضاع السيئة التي كانت قائمة، واستبدالها بأنظمة جديدة تكفل للناس حقوقهم وحرية معيشتهم. وكان من بين تلك الأفكار ظاهرة القول بالاشتراكية ومحاربة الملكية الفردية وما جاء بعدها من أهوال الشيوعية.
والواقع أن الاشتراكية أقبح مذهب عرفته البشرية، وأشدها شرًّا على الإطلاق، فقد ذهب ضحية تطبيقها مئات الملايين قتلًا وجوعًا وتشريدًا في أوربا البعيدة عن أراضي المسلمين، وعن عقائدهم وتاريخ حضاراتهم. أيدتها اليهودية العالمية وبذلت كل ما استطاعته لتأييدها وتقوية نفوذ أتباعها لما عرفوه من عواقبها