فهم يزعمون أنهم على مذهب الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد، ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي -يرحمه الله- فالحبشي يزعم أن جبريل هو الذي أنشأ ألفاظ القرآن الكريم وليس الله تعالى، فالقرآن عنده ليس بكلام الله تعالى وإنما هو عبارة عن كلام جبريل كما في كتابه (إظهار العقيدة السنية) في صفحة خمسمائة وإحدى وتسعين.
وهم في مسائل الإيمان من المرجئة؛ فالأحباش من المرجئة الجهمية في مسائل الإيمان، فهم يؤخرون العمل عن الإيمان، ويبقى الرجل عندهم مؤمنًا وإن ترك الصلاة وسائر الأركان، وهذا كما ورد في كتاب (الدليل القويم) في الصفحة السابعة، وكما ورد في كتاب (بغية الطالب) في الصفحة الحادية والخمسين أن الرجل يبقى مؤمنًا وإن ترك الصلاة وسائر الأركان، وتبعًا لذلك يقللون من شأن التحاكم إلى القوانين الوضعية، وتبعًا لذلك يقللون من شأن التحاكم إلى القوانين الوضعية المناقضة لحكم الله تعالى، فيقول مؤسس فرقتهم الحبشي: ومن لم يحكم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئًا من فرائض الله، ولا يجتنب من المحرمات، ولكنه قال ولو مرة في العمر لا إله إلا الله، فهذا مسلم مؤمن، ويقال له أيضًا: مؤمن مذنب وهذا كما ورد في كتابه (الدليل القويم) في الصفحة التاسعة والعاشرة، وكتاب (بغية الطالب) في الصفحة الحادية والخمسين.
وهم في مسائل الجبر جبرية منحرفة، فالأحباش في مسائل القدر يزعمون أن الله هو الذي أعان الكافر على كفره، وأنه لولا الله ما استطاع الكافر أن يكفر، هكذا ورد في (النهج السليم) في الصفحة الحادية والسبعين، ويرجح الأحباش بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة بما يؤيد مذهبهم حينما يحكمون بضعف الكثير من