ثلاثًا وعشرين سنة مع النفي، وقضى نحبه في مقاطعة جوري بعد نفيه إليها، وبسبب تعاون عبد الله الهرري مع نظام هيلاسلاسي تم تسليم الدعاة والمشايخ إليه، وإذلالهم حتى فر الكثيرون منهم إلى مصر وإلى السعودية، ومنذ أن أتى إلى لبنان وهو يعمل على نشر عقيدته، والترويج لمذهبه، وسب الصحابة واتهامه لأم المؤمنين عائشة بعصيان أمر الله، بالإضافة إلى كثير من الفتاوى الشاذة.
وقد نجح الحبشي مؤخرًا في تخريج مجموعات كبيرة من أتباعه الذين لا يرون مسلمًا إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم، وهم يطرقون بيوت الناس ويلحون عليهم بتعلم العقيدة الحبشية، ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان، ومن أتباعه نزار الحلبي وهو خليفة الحبشي، ورئيس جمعية المشاريع الإسلامية، ويطلقون عليه لقب سماحة الشيخ؛ إذ يعدونه لمنصب دار الفتوى، إذ كانوا يكتبون على جدران الطرق: لا للمفتي حسن خالد الكافر، نعم للمفتي نزار الحلبي، وقد قتل مؤخرًا. ولديهم العديد من الشخصيات العامة مثل النائب البرلماني عدنان الطرابلسي، ومرشحهم الآخر طه ناجي الذي حصل على ألف وسبعمائة صوت معظمهم من النصارى، إذ وعدهم بالقضاء على الأصولية الإسلامية، لكن لم يكتب له النجاح.
ومن الشخصيات أيضًا حسان قرقريا نائب رئيس جمعية المشاريع الإسلامية، وكمال الحوتي وغيرهم، وهؤلاء هم الذين يشرفون على أكبر أجهزة الأبحاث والمخطوطات مثل: المؤسسة الثقافية للخدمات، ومركز الأبحاث والخدمات، وقد بدءوا أخيرًا في تحقيق كتب التراث تحقيقًا يحيلون على أسماء غريبة لا يعرفها حتى طلبة العلم، فمثلًا يقولون: قال الحافظ العبدري في دليله، فيدلسون على الناس فيظنون أن الحافظ من مشاهير علماء المسلمين مثل: الحافظ ابن حجر أو النووي؛ وإنما هو في الحقيقة شيخهم ينقلون من كتابه (الدليل القويم) مثلًا.