للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الثامن عشر

(الصهيونية (١))

تعريف الصهيونية ونشأتها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وخاتم النبيين سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

الصهيونية:

تنسب إلى كلمة صهيون كما فسرها اليهود أنفسهم، وكلمة صهيون تأتي على ثلاث معانٍ:

المعنى الأول: أنها مدينة الملك الأعظم، أي: مدينة الإله ملك إسرائيل.

المعنى الثاني: أنها اسم حصن سماه الله نبي الله داود -عليه السلام- حسبما جاء في التوراة في مدينة القدس.

المعنى الثالث: أنها اسم جبل يقع إلى الشرق من القدس، هذا هو المعنى اللغوي لكلمة صهيون.

أما مفهوم الصهيونية في معناها السياسي العصري فهي حركة سياسية عنصرية، وهي فلسفة قومية لليهود تنادي بالعودة إلى جبل صهيون، أرض الميعاد كما يسمونها. وقد أخذ اليهود تعاليمها من التوراة -كتابهم المقدس- الذي حرفوه كما أخذوا تعاليمها من التلمود -وهو شرح التوراة، ويعبر التلمود عن سيرتهم التي كتبها حاخاماتهم خلال مسيرة التغرب والشتات، وأخيرًا أخذت الصهيونية بروتوكولات حكمائها كخطة يسيرون عليها في تحقيق أهدافهم في أرجاء العالم.

ففكر التلمود ومجمل فقرات البروتوكولات هي التي سيطرت، وتسيطر على الصهاينة سيطرة كاملة؛ فلا يستطيعون أن يرفضوا لها أي طلب، أو مخطط، وهم يسيرون على نهجها دون ابتعاد؛ متناسين ما جاءت به اليهودية أصلًا، وهي الديانة التي أتى بها نبي الله موسى -عليه السلام، ومتناسين ما جاء في كتابها المقدس التوراة الذي حرفه اليهود حسب أهوائهم، وقد جعلوا مبدأهم يقوم أصلًا على استهجان وبغض الجويم، ومعنى الجويم أي: الأغيار أي: من هو على غير دين اليهودية، وهما المصطلحان اللذان يطلقونه اليهود على غير اليهود، فيعتبرون غير اليهود دون الحيوان قيمة كما في عقيدتهم.

<<  <   >  >>