لهوهم، ثم هدم الأسرة، وهم يقولون في بروتوكولات: إذا أوحينا إلى كل فرد فكرة أهميته الذاتية، فسوف ندمر الحياة الأسرية بين الأممين، ونفسد أهميتها التربوية، كذلك إنشاء الجمعيات الهدامة، والحط من كرامة رجال الدين، والقضاء على مراكز الدين المسيحي والإسلامي، والسيطرة على الصحافة العالمية، ودور النشر والتوزيع، ولهم في ذلك طرق كثيرة.
حركة الصهيونية منذ وعد بلفور
دخلت الصهيونية في دور العمل السياسي النافذ بعد وعد بلفور، وانتداب بريطانيا العظمى لإدارة فلسطين، ترجمة هذا الوعد: أن حكومة جلالته تنظر مع الموافقة إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي بفلسطين، وستبذل أفضل مساعيها؛ لتيسير الوصول إلى هذا المطلب، مع العلم بأنه لن يعمل شيء يمس الحقوق المدنية أو الدينية للطوائف التي تسكن فلسطين الآن من غير اليهود، أو يمس الوضع السياسي المخول لليهود في أي بلد آخر، ويخيل إلى بعضهم من اليهود ومن العرب أن هذا الوعد منتزع أو مغصوب بحكم الضرورات الحربية، ولكنه في الواقع جزء من سياسة عامة تتناول الشرق الأدنى برمته، ومنه فلسطين وسائر البلاد العربية.
فهذا الوعد هو الجزء المقابل لوعود أخرى بذلت لأمراء في بلاد العرب التي خرجت من حكم الدولة العثمانية، ونرجع إلى أقوال زعماء اليهود بعد استقرار الانتداب البريطاني على فلسطين لنرى ماذا يقولون: فمثلًا يقول اللورد ملشت الصهيوني الإنجليزي: إن إقامة ثلاثة ملايين من اليهود في فلسطين سوف يقضي إلى الأبد على احتمال نجاح الثورة التي تهب على دولة الانتداب، وكان بن