كبار من الشافعية وغيرهم، وهم أعرف بمذهب الشافعي، ومراده من هذا الحبشي الذي اتخذ من القصة دليلًا على التكفير بالتعيين مطلقًا، وليس فيها دليلًا على ما يريده من تكفير لعلماء المسلمين وغيرهم بالتعيين.
وعلى فرض أن الشافعي كفر حفصًا الفرد بعينه، فلقيام الدليل عنده على كفره؛ لاستيفاء الشروط وانتفاء الموانع، لا كما يفعل الحبشي الذي أطلق التكفير بالتعيين على علماء أهل السنة، بل وبغير حق أو دليل. أما حديث ((من بدَّل دينه فاقتلوه)) واستدلال الحبشي به على إطلاق تكفير المعين، فهذا حكم المرتد الذي توفرت فيه الشروط، وانتفت عنه الموانع، وحُكم بردته، فيستتاب فإن تاب وإلا قتل.
البلاليون
وعن البلاليين أو أمة الإسلام في الغرب -كما يسمون أنفسهم-: نبدأ الحديث فنقول:
إن حركة أمة الإسلام حركة ظهرت بين السود في أمريكا، وقد تبنت الإسلام بمفاهيم خاصة غلبت عليها الروح العنصرية، وعُرفت فيما بعد باسم البلاليين بعد أن صححت كثيرًا من معتقداتها وأفكارها.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
فمؤسس هذه الحركة هو والاس فارد، وهو شخص أسود غامض النسب ظهر فجأة في ديترويت عام ١٩٣٠ داعيًا إلى مذهبه بين السود، قد اختفى بصورة غامضة في يونيو سنة ١٩٣٤، ثم جاء من بعده إليجابول، أو إليجا محمد، قد ولد سنة ١٨٩٨ وتوفي سنة ١٩٧٥ للميلاد، والتحق بالحركة التي