ثالثًا: لقد عملت وسائل الإعلام الصهيونية على تكوين الشخصية الصهيونية في كسب الرأي العام الدولي إلى جانب قضاياه المصيرية، فهل ساهمت وسائل الإعلام العربية والإسلامية في بناء الشخصية المسلمة المجاهدة، أم إنها تساهم في تمييعها دون أن تشعر، وتشغلها عن قضاياها المصيرية بقضايا الجنس والاهتمامات الأخرى.
تلخيص لأفكار الصهيونية ومعتقداتها
فكما قلنا: إن الصهيونية تستمد فكرها من الكتب المقدسة التي حرفها اليهود، وقد صاغوها في شكل البروتوكولات، وتعتبر الصهيونية جميع يهود العالم أعضاء في جنسية واحدة هي الجنسية الإسرائيلية، كما تهدف الصهيونية إلى سيطرة اليهود على العالم كما وعدهم إلههم يهوه، وتعد المنطلق لذلك هو إقامة حكومتهم على أرض الميعاد التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات، يعتقد اليهود كذلك أنهم هم العنصر الممتاز الذي يجب أن يسود، وكل الشعوب الأخرى خدم لهم.
ويرون أن أقوم السبل لحكم العالم هو إقامة الحكم على أساس التخويف والعنف، ويدعون إلى تسخير الحرية السياسية من أجل السيطرة على الجماهير، ويقولون: يجب أن نعرف كيف نقدم لهم الطعم الذي يوقعهم في شباكنا، ويقولون: لقد انتهى العهد الذي كانت فيه السلطة للدين، والسلطة اليوم للذهب وحده، فلا بد من تجميعه في قبضتنا بكل وسيلة؛ لتسهل سيطرتنا على العالم، ويرى الصهاينة أن السياسة نقيض للأخلاق، ولا بد فيها من المكر والرياء. أما الفضائل والصدق فهي في عرف السياسة رذائل. ويقول الصهاينة: إنه