أما تسللهم إلى مراكز قيادية في الدول العظمى: فقد منحهم في الماضي والحاضر فرصًا كبرى تمكنوا بسببها من تأسيس دولتهم، فوصول بلفور اليهودي إلى وزارة خارجية بريطانيا ساعد على إعطاء وعد بلفور، وعلى تعيين المندوب السامي البريطاني في فلسطين من اليهود؛ ليعمل على تسليمها لهم. أما نفوذ اليهود في أمريكا فهذا لا يحتاج إلى دليل؛ لأن المرشحين لمركز الرئاسة في أمريكا يتنافسون في خطب ودهم، والالتزام بدعم قضيتهم. أما في روسيا فيكفي أن نعلم أن الزعماء الخمسة الذين قاموا بالثورة البلشفية هم من اليهود، وهم لينين، وزينوفيف، وكارنيف، وتروتسكي، وباكوف، وسفرولوف، وغيرهم.
شك البعض في يهودية لينين المتزوج من يهودية، وأول رئيس جمهورية سوفيتية كان يهوديًّا، وكذا الرئيس الثاني، ورئيس أركان الجيش السوفيتي الذي زار بعض دول المواجهة بعد حرب الأيام الست، وكان يهوديًّا؛ وبهذا ندرك الدور الخطير الذي يطلع به اليهود في تحقيق أغراضهم. ومما تقدم في عرضنا لهذه الوسائل نلاحظ ما يلي:
أولًا: أن للصهيونية منظمات دولية يدين لها يهود العالم بالولاء تسهر على مصالح اليهود الأساسية، قد خططت لإقامة دولة إسرائيل ونجحت، وتعمل الآن على مساندتها وتقويتها، ويعمل بعض هذه المؤسسات في جمع التبرعات، والبعض الآخر في إنشاء المستوطنات، والبعض الثالث في الاتصال برجال السياسة والحكم، والبعض في الاقتصاد وهكذا يعمل الجميع بتخطيط وتنسيق.
ثانيًا: إنشاء الأغنياء اليهود مصارف خاصة بهم، رصدوا أرباحها لتحقيق أهداف الصهيونية الاستعمارية التوسعية، فهل وصل أغنياؤنا وهم لا يقلون عن أغنياء اليهود إلى الحد الأدنى من التضحية؛ كي يقدموا جزءًا يسيرًا من فائض ثرواتهم التي ينفقونها في الترف وبطر المعيشة لتحرير بلاد العروبة والإسلام.