للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس العشرون

(يهود الدونمة)

أصل الدونمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين، سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

يهود الدونمة:

إذا أردنا الحديث عن أصل الدونمة سنتحدث عن شخص يسمى "سباتاي زييفي"، وقد ولد "سباتاي زييفي" في يوليو سنة ١٦٢٦ بمدينة أزمير التركية، من أبوين يهوديين مهاجرين من أسبانيا؛ إثر الاضطهاد الديني الذي عم اليهود هناك، وخضعوا في أسبانيا بشكل وحشي رهيب لمحاكم التفتيش التي أنشأتها الكنيسة الكاثوليكية، وكان والد "سباتاي" يدعى "مردخاي زييفي" وعرف بين الأتراك في أزمير بلقب مفتش الأسود، أما مقامه في أسبانيا فكان في جزر "المورا"، و"سباتاي" هو الابن الأصغر لـ "مردخاي" من بين ثلاثة إخوة، الذي يدعونا إلى الحديث عن هذا الشخص وذكر مولده وحياته ونشأته وبيان أصله ونسبه: هو أن جماعة الدونمة اشتهروا أيضًا باسم السباتائيين نسبة إليه، فهو رأس المذهب ومؤسسه وواضع قواعده ورسومه وأصوله وفروعه.

وكان "سباتاي زييفي" شغوفًا منذ حداثة سنه بمطالعة الكتب الدينية، ذكيًّا نابهًا واعيًا متأثرًا بالأحداث والوقائع التي مر بها أهله وعشيرته، ما بين اضطهاد وهجرة وشقاء وعذاب، وراح "سباتاي زئيفي" يتردد على مجالس دروس الحاخام إسحاق دلبه وهو لما يبلغ الخامسة عشرة من عمره، وقد قرأ "سباتاي زئيفي" واستوعب التوراة والتلمود، كما برع في التفسير الإشاري، أي رموز وإشارات مضامين المعاني للكلمات، فكان يعطي فيها آراء وأقوالًا تدعو إلى الإعجاب من قومه وجماعته، وإقبالًا عليه وتقديرًا له، ولقد وصف على الإجمال بقول المؤرخين: إنه كان ذكيًّا مثقفًا وسيمًا جميلًا.

<<  <   >  >>