الصغير في فلسطين في الزمن القديم، كانوا حتى في أيام أنبيائهم حتى في زمن داود وسليمان -عليهما السلام- حفنة قابلة أبدًا لأن تذروها الرياح بين الإمبراطوريات القديمة الكبرى في واديي النيل والفرات.
والصحيح أن هناك جذورًا لبدء الحركة الصهيونية ابتداء من سقوط الدولة اليهودية، ودخول الرومان لفلسطين، وعبورًا بالمنفى الذي امتد من بابل إلى أوربا الشرقية عند قيام مملكة الخزر، واعتنق بعض أهل تلك البلاد الديانة اليهودية، وبسبب اضطهاد الروس آنذاك تحول اليهود إلى الغرب، وذاق الناجون منهم جميع أنواع الذل والاستعباد، وكانت بوادر هذه الحركة الصهيونية تتمثل في تأسيس حركات إقليمية وتحريرية لليهود؛ لتخليص اليهود من نير واستعباد الأوروبيين مثل: حركة الاستنارة، أو ما عُرف بالماسونية التي كانت تحاول مساعدة اليهود، ولكن نتج عنها الزيادة في التوجه اللاسامي في أوربا، وتمخض عن ذلك شعور مفكري اليهود بضرورة تخليص اليهود من محنتهم هذه، واستنتاجهم الخيارات الستة التالية التي تركت الحرية لكل يهودي منهم لاختيار التوجه الذي يرغبه، وهذه الخيارات الستة هي التي ستعينهم على القيام بما يرونه مناسبًا حسب الظرف المكاني والزماني الذي يمرون به.
وهذه الخيارات الستة التي وضعوها هي:
الخيار الأول: في رأي بعض اليهود أنهم سيخلصون من مآسيهم عن طريق المسيح المنتظر، لذا لجئوا إلى التدين وانتظار هذا المسيح المنتظر، الذي يظنون سيظهر، مع أن الله بعثه من بين ظهرانيهم ومنهم في فلسطين، ولكنهم أنكروه فهم لا يعترفون بالمسيح عيسى بن مريم نبي الله عيسى الله -عليه السلام- الذي هو منهم، بل ينكرونه، وينتظرون مسيحهم المزعوم.