وفي العام نفسه صدر القرار الجمهوري بالعفو الشامل عن جميع العقوبات الأصلية والتبعية ضد الشيوعيين في مصر، وبعدها دخل الماركسيون في جميع مجالات الحياة، وتبوءوا أعلى المراكز في مصر بعد ذلك، وفي عام ١٩٦٧ كانت النكبة الثانية للعرب والمسلمين، فقد احتلت دولة اليهود في فلسطين المحتلة ثلاثة أمثال ما اغتصبوه عام ١٩٤٨ ميلادية، فقد احتلت دولة الصهاينة سيناء واحتلت الجولان وكذلك الضفة الغربية، كما سقطت القدس بلا قتال.
وتوفي عبد الناصر سنة ١٩٧٠، بعد أن غرقت مصر في الديون وبعد أن ملأ العالم العربي بشعارات جوفاء.
ومن أخلاق عبد الناصر على لسان رفاق حياته ومعاصريه، هم يذكرون عنه -كما يقول حسن التهامي وهو من أقرب المقربين له- إن عبد الناصر هو الذي أمر القوات المصرية بالانسحاب إلى الضفة الغربية من قناة السويس، عام ١٩٦٧ ميلادية، كما يقول عنه -والعهدة عليه- وهذا كما نشرت الأهرام في يوم ٥ - ٨ - ١٩٧٧ كان يقول عنه:"إنه هو الذي دس السم لعبد الحكيم عامر في بيت عبد الناصر نفسه".
ويقول عنه حسين الشافعي -وهو أحد الضباط الأحرار الذين قاموا بالانقلاب العسكري سنة ١٩٥٢ - في محاضرة له في جمعية الشبان المسلمين:"انقلوا عني أن الجيش المصري لم يحارب في معركة ١٩٦٧ بل هزم بسبب الإهمال والخيانة. وأقول: الخيانة وأضع تحتها عشرة خطوط"، كما يقول عنه خالد محيي الدين:"إنه كان على علاقة بالمخابرات الأمريكية منذ مارس ١٩٥٢، أي قبل قيام الثورة بأربعة أشهر". وقد نقل كثير من هذه الأقوال وغيرها في كتب كثيرة؛ منها: كتاب (كلمتي للمغفلين) للكاتب محمد جلال كشك، ومنها كتاب (الموتى يتكلمون) للأستاذ سامي جوهر، ومنها كتاب (البحث عن الذات) لمنير حافظ، ومنها (مذكرات عبد المنعم عبد الرءوف) و (مذكرات محمد نجيب) وغيرها.