منزلًا، وشرح الأحاديث النبوية على أساس أن محمدًا عبقري من الناس، وليس برسول كسائر الرسل، وتعليل الفتح الإسلامية بالرغبات الشخصية المماثلة للرغبات التي توجد عند الاستعماريين، وإبعاد كل دافع إسلامي عن كل حدث تاريخي للمسلمين، ومحاولات التحريف في النصوص عند الاستشهاد بها، واللجوء إلى المغالطات الكثيرة لدى مناقشة الموضوعات الإسلامية، وتعمد إبراز سقطات الفساق من المسلمين في مدى تاريخهم الطويل، والتشكيك بصحة الأحاديث الصحيحة المروية بتوجيه المطاعن إلى رواة الحديث، ولو كانوا من أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم، وكذلك التشكيك بالقرآن الكريم بتوجيه المطاعن المفتراة إلى نقله، وتدوينه، والقراءات الثابتة فيه، وإلى مضامينه، وتوجيه المطاعن إلى ظاهرة الوحي التي تلقى بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- كتاب ربه، إلى غير ذلك من أمور لا تحصى وأساسها جميعًا الرغبة بإبطال الحق؛ تعصبًا واتباعًا للهوى.
ورأى اليهود الاستشراق بابًا خطيرًا من أبواب التسلل إلى البلاد التي يحلمون بالسيطرة عليها وفق طريقتهم، ويريدون أن يتخذوا لأنفسهم صنائع فيها من أبنائها فتخصص فريق منهم بالدراسات الشرقية وتابعوا المسيرة ضمن الخطط اليهودية، حتى احتل اليهود عددًا وفيرًا من كراسي الدراسات الشرقية في الجامعات الكبرى، وأخذوا يخدمون الأغراض اليهودية الصهيونية في هذا المجال تحت ستار خدمة أغراض المستشرقين المسيحيين، وأغراض الدوائر الاستعمارية، ودخل الأوربيون الشرقيون بعد نجاح الثورة الشيوعية في بلادهم ميادين الاستشراق تبعًا للغرب؛ وبغية استخدام دراساتهم في هذا المجال لتقويض الإسلام، واستدراج الشعوب الإسلامية إلى الشيوعية.