الدارس بعمله الذاتي تكوين نفسه بالبحث الجاد الدءوب، وإما أن يجعل الشهادة غاية ينتهي عندها ويقف عند حدودها.
وقد أعلن هذه الحقيقة البروفيسور أرنولد لون إذ يقول: "إن عصرنا هو عصر عقدة الشهادات، فالماجستير والدكتوراه أصبحت غاية في حد ذاتها لشبابنا، ولكن كل ينسى هذه الحقيقة، وهي أن الماجستير والدكتوراه ما هي إلا حروف الأبجدية الأولى لبداية المعرفة، والمعرفة لا يمكن تخزينها في زجاجة الماجستير أو الدكتوراه إن هذه لنظرة مزيفة، جامعاتنا هي فقط مؤسسات علمية لإعداد الطلبة؛ ليتعرفوا على كيفية التحصيل العلمي والمعرفة، قد أدرك المنصرون والمستشرقون عقدة الشهادات في البلاد الإسلامية، فوجهوا توصيتهم للجامعات الغربية بشراء من يستطيعون شراءه من أبناء المسلمين بالشهادات ...
فقد جاء في كتاب (المشكلة الشرقية) ما يلي: لا شك أن المبشرين فيما يتعلق بتخريب وتشويه عقيدة المسلمين قد فشلوا تمامًا، ولكن هذه الغاية يمكن الوصول إليها من خلال الجامعات الغربية، فيجب أن تختار طلبة من ذوي الطبائع الضعيفة، والشخصية الممزقة، والسلوك المنحل من الشرق، ولاسيما من البلاد الإسلامية، وتمنحهم المنح الدراسية حتى تبيع لهم الشهادات بأي سعر؛ ليكونوا المبشرين المجهولين لنا لتأسيس السلوك الاجتماعي والسياسي الذي نصبوا إليه في البلاد الإسلامية، إن اعتقادي لقوي -والكلام لا زال للكاتب- بأن الجامعات الغربية يجب أن تستغل استغلالًا تامًّا من جانبنا؛ لتستفيد من جنون الشرقيين للدرجات العلمية والشهادات، واستعمال أمثال هؤلاء الطلبة كمبشرين ووعاظ ومدرسين لأهدافنا، ومآربنا باسم تهذيب المسلمين والإسلام، وهكذا.
تحت كل هذه المؤثرات المتعددة اندفع فريق من أبناء المسلمين إلى الجامعات الغربية لنيل شهادة الماجستير والدكتوراه في مختلف العلوم، بما في ذلك العلوم الدينية،