أن أسلوبهم الوحشي مع المجاهدين في الأرض المحتلة، وهدمهم البيوت، وتهجيرهم لأصحابها، وتنكيلهم بالمسالمين لم يعد خافيًا على أحد.
ومن المؤسف أن يصبوا حقدهم في ذبح النساء والأطفال والشيوخ والمسالمين، فلقد عهد موشي ديان في أغسطس سنة ألف وتسعمائة وثلاثة وخمسين إلى إرييل شارون بقيادة الوحدة ١٠١ المكلفة بأعمال انتقامية ضد القرى العربية، ومما كتبه موسى شاريت في يومياته ما يلي:"كانت أول هجمة لشارون ورجاله على قرية قبية الفلسطينية بالأردن، وذلك في أكتوبر سنة ١٩٥٤، وذبحوا ستة وستين من الأهالي، ثلاثة أرباعهم من النساء والأطفال"، وقال مراقبو الأمم المتحدة في تقريرهم لمجلس الأمن:"إنهم عندما وصلوا القرية بعد ساعتين من المذبحة رأوا جثثًا مثخنة بالرصاص، ورأوا آثار عدد كبير من الرصاص على الأبواب والنوافذ في البيوت التي هدمت، مما يدل على أن السكان قد حيل بينهم وبين مغادرة منازلهم، فبقوا فيها حتى لقوا حتفهم حتى أنقاض المنازل المنهارة".
وذكرت صحيفة هاعولان ما يلي: "في حرب ١٩٦٧ كان الجيش الذي هاجم سيناء تحت قيادة شارون هو المسئول شخصيًّا عن مصرع مئات من الجنود المصريين؛ إذ رفض اعتبارهم أسرى حرب خلال الأيام الأخيرة للحرب؛ لأن تعاليم ديان كانت تقضي بعدم الالتجاء إلى أسر الجنود المصريين في سيناء، وتأمر بإبادتهم، وحينما ظهرت فكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين لم يتحمس معظم رجال الأعمال اليهود لهذا الأمر؛ لأنهم ليسوا على استعداد أن يضحوا بمكاسبهم المضمونة لقاء مستقبل مجهول، فما كان من عصابات الإجرام الصهيونية الهاجانة ودونزافي ليومي، وشتيرون، وغيرها إلا أن سارعت لتصفية اليهود المناهضين للصهيونية في المجر، وفي ألمانيا، وتشيكوسلوفاكيا، وبولندا.