لقد أنكر كل شيء وادعى أن المتقولين هم الذين رسموا صورته وزيفوا عليه أقواله، فأمر السلطان محمد الرابع -الذي كان يسمع الحوار- بعرض الإسلام على "سباتاي زئيفي" كما تقضي قواعد الشرع الحنيف، فرأى "سباتاي" أو المسيح المزيف أنه أصبح بين خطر الموت أو الإسلام، فآثر بدهاء اليهودي وحرصه على الحياة أن يفتدي إمبراطوريته الوهمية بدخوله في الإسلام ظاهرًا، ويتسمى باسم محمد عزيز أفندي وينجو بجلده من الموت، وبهذا كان "سباتاي زئيفي" هو أول شخص في تاريخ الإمبراطورية العثمانية وفي العالم من الدونمة، وهو مؤسس هذه الطائفة.
وقد جاء في كتاب (التاريخ السياسي للدولة العلية) في فصل دور السلطان محمد الرابع تحت عنوان: يهودي يدعي أنه المسيح: أنه في سنة ١٦٦٦ للميلاد قام حاخام يهودي يدعى "سباتاي زئيفي" يزعم أنه هو المسيح، وكان لبياناته وهو في زيارة القدس أثر في اضطراب وقلق اليهود المقيمين في أوربا، ووردت أخبار بعض الحاخامين في تأييده وبعضهم في معارضته، فجيء به إلى دار السعادة استانبول وأودع السجن ثم سيق إلى سجن القلعة السلطانية، ثم إن رجلًا آخر يهوديًّا ادعى بمثل ما ادعى به سابقه، وأتى إلى قصر القائم بأعمال رئيس الوزراء وذكر زيف ادعاء "سباتاي زئيفي"، فجيء به -أي بـ "سباتاي"- واستخدم في أعمال البستنة في القصر بعد أن أعلن إسلامه، وخلال عشر سنوات من الزمان دخل كثير من أتباعه دين الإسلام، ثم إنه حدث أن أعلن أحد أبناء شيوخ الأكراد أنه المهدي المنتظر، فجيء به فرجع عما كان ادعاه من قبل، وأجاب جوابًا صحيحًا لكل سؤال وجه إليه فعين رئيسا داخليا للخزينة الهميونية.