ودليل آخر على تغلغل الأصولية النصرانية في أمريكا: وهي إن إحصائيات صناعة الكتب الأمريكية سجلت أكبر ظاهرة في شراء الكتب الدينية، ففي سنة ١٩٨٤ كان بيع أكثر من ثلث السوق كتبًا دينية، تقدر أثمان هذه الكتب بحوالي مليار دولار، وإحصائية أخرى تقول: إن للأصولية النصرانية في أمريكا أكثر من عشرين ألف مدرسة ومعهد وكلية، والملايين من الطلاب والدارسين للتوراة والإنجيل، حتى في الإعلام السينمائي تغلغلت الأصولية النصرانية، حتى إنه جاء في دراسة استطلاعية أعدتها منظمة إذاعات الدول الإسلامية بجدة: أنه تم تخصيص ما يزيد على المائة مليون دولار لإنتاج سينمائي تعده في هوليود ولاية أمريكية، ويشمل إنتاج خمسة عشر فيلما أعدت مادتها من سفر التكوين وثمانية عشر فيلما أعدت مادتها من إنجيل لوقا.
وأما عن التبرعات التي يجود بها الأمريكان لدعم الأصولية النصرانية فمثلا تقول الإحصائيات: إنه في سنة ١٩٨٢ بلغ إجمالي التبرعات نحو ستين ألف مليون دولار، وقد نشرت المجلة الدولية لأبحاث التنصير أن مجموع التبرعات الكنسية لأغراض التنصير مائة وواحد وخمسون ألف مليون دولار، بل إن الإحصائيات تقرر أن ما يتلقاه نجمان من نجوم الأصولية في أمريكا -كـ "جيل فلويل" و"باتر روبرتسون"- وحده من التبرعات أكثر مما يتلقاه الحزبان الرئيسان في أمريكا: الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، حتى إن "روبرتسون" هذا أنشأ محطة تلفازية خاصة بجماعته التي تسمى "روبرتسون" الإنجيلية، وهي تغطي أكثر من ستين دولة أجنبية وتستخدم الأقمار الصناعية في البث على مدار أربع وعشرين ساعة.
ويؤكد "روبرتسون" في برامجه على عداوته للعرب ويسميهم أعداء الله، فيعتقد أنه لا مجال للعدل مع الفلسطينيين طالما أن رغبة الله هي تأسيس إسرائيل وتعيين