للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لخلاص العالم، وذلك من غرضنا؛ لأن كل نبي مخلص لأمته من الكفر، ويشهد له قول المسيح -عليه السلام- في الإنجيل: " إني جئت بخلاص العالم ".

فإذا ثبت أن المسيح هو الذي وصف نفسه بأنه مخلص العالم، وهو الذي سأل لهم فارقليط آخر، ففي مقتضى اللفظ ما يدل على أنه قد تقدم فارقليط أول حتى يأتي فارقليط آخر.

وإن وافقناهم على القول بأنه الحامد، فأي لفظ أقرب إلى أحمد ومحمد من هذا. وهو موافق لقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} .

قال أبو ظفر: " وفي الإنجيل مما ترجموه ما يدل على أن " الفارقليط " الرسول، فإنه قال: إن الكلام الذي تسمعونه ليس هو لي، بل الآب الذي أرسلني بهذا الكلام لكم، وأما الفارقليط روح القدس الذي يرسله أبي باسمي فهو يعلمكم كل شيء، وهو يذكركم كل ما قلته لكم ".

فهل بعد هذا البيان؟ أليس هذا صريحا في أن الفارقليط رسول يرسله الله، وهو روح القدس، وهو يصدق بالمسيح، ويظهر اسمه أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>