وقد سمى الله -سبحانه- الكتاب الذي أنزله عليه روحا، فقال:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} .
وقد قيل في تفسير (الفارقليط) : معناه روح الحق.
وفي نهاية ابن الأثير في صفته - عليه الصلاة والسلام -: " أن اسمه في الكتب السالفة (فارقليط) ؛ أي: يفرق بين الحق والباطل قال: ومنه الحديث: " محمد فرق بين الناس "؛ أي يفرق بين المؤمنين والكافرين بتصديقه وتكذيبه ".
وللنصارى في تفسير روح القدس من الكلام الباطل ما هو مقتضى كفرهم بالله وشركهم به - تعالى الله عما يشركون -.
فقد عرفت بما ذكرناه من النص الذي بأيديهم في ذكر (الفارقليط) أنه من أدلة نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- لا يحتمل وجها آخر. وبذلك تعلم أن إحالة النصراني صفته -صلى الله عليه وسلم- التي ادعاها المسلمون في الفصل الذي ذكره على ما قد محاه النصارى