للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مغالطة وتعمية عن الدلالة التي قررناها، وهذا من تمويههم على ضعفاء العقول، كما هو دأبهم في كل نص في صفته -صلى الله عليه وسلم-.

ومن الأدلة في الإنجيل ما ورد في الفصل الثالث من أخبار الرسل وهو أحد الأناجيل التي بأيدي النصارى مما يرونه عن المسيح -عليه السلام-، ولفظه: أن موسى قال: " إن الرب إلهكم يقيم لكم نبيا من إخوتكم مثلي، له تسمعون في كل ما يكلمكم به، وتكون كل نفس لا تسمع ذلك النبي تستأصل من بين القوم ".

وهذا النص أيضا في " سفر الاستثناء " من التوراة، وهو صريح في الدلالة على نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد حرفه اليهود والنصارى، وتأولوه على غير تأويله، فزعمت اليهود أن المراد به يوشع بن نون، وزعمت النصارى أن المراد به المسيح.

ودعوى الكل واضحة البطلان؛ فإنه قال: " من إخوتكم " والخطاب لبني إسرائيل، ولو كان المراد يوشع أو عيسى لكان من أنفسهم؛ لأنهم من بني إسحاق، فدل على أن هذا النبي الموعود به ليس من أنفسهم، بل من إخوتهم، وهو من بني إسماعيل.

وأيضا فقد وصف هذا النبي بقوله: " مثلي " ولفظ هذا النص في التوراة مما ترجموه: " أن الله -تعالى- قال لموسى: " وسأقيم لهم نبيا " وأيضا فقد وصف هذا النبي بقوله: " مثلي " ولفظ هذا النص في التوراة مما ترجموه: " أن الله -تعالى- قال لموسى: " وسأقيم لهم نبيا

<<  <  ج: ص:  >  >>