للنصراني إذا انتقل عن دينه إلى غيره سواء إلى الإسلام أو اليهودية أو غير ذلك. وكذلك المرأة إذا زنت لا يتعرضون لها، ويزعمون أن شريعة المسيح ليس فيها إقامة الحدود، والجهاد ليس مشروعا في ملتهم، بل هم به عصاة.
وهذا كله مناقض لهذا النص، فدل على بطلان كون المراد به المسيح، بل هو مطابق لصفة محمد -صلى الله عليه وسلم- وشريعته، فإن مخالفة بعض أوامره يوجب سفك الدم، وإزهاق النفوس؛ فتعين أنه هو المراد.
ومن ذلك ما ورد في " رسالة يهوذا " من الإنجيل، وهو في " صحيفة زكريا " من كتب العهد العتيق الذي عند اليهود، قال:" إن الرب قد جاء أو سيجيء بربوات مقدسة؛ ليقضي على جميع الناس، ويوبخ المنافقين لجميع أعمالهم التي نافقوا بها، وجميع الأقوال الصعبة التي تكلم بها عليه الخاطئون ".
وهذا من الأدلة الواضحة على نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم - وزعمت النصارى أن المراد به المسيح. وهو زعم باطل، فإنه لا دلالة فيه على المسيح بوجه؛ لأن هذا المنصوص عليه بالإتيان بالربوات المقدسة، والقضاء على جميع الناس، وتوبيخ المنافقين ينبغي أن يقوم بحد الحديد والبأس الشديد، ولا دلالة في شيء من هذه الصفات على المسيح -عليه السلام-؛ لأنه لم يأت إلا في زي يخالف هذا الوصف، ولم يشرع له الجهاد في ملته.