وأما دلالته على نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- فواضحة لا تحتاج إلى مزيد تأمل، فإنه هو المتصف بهذه الصفات، كما في الحديث عن عبد الله بن عمر أن: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:«بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم» . أخرجه الإمام أحمد في المسند.
وهو الذي وثب بربوات العرب، وقضى على جميع الناس بعموم رسالته، ووبخ المنافقين - والله أعلم - يشمل توبيخه المنافقين من أتباعه، ويشمل -أيضا- توبيخه لليهود والنصارى؛ فإنهم يدعون أنهم يؤمنون بالكتب التي بأيديهم، ويتبعون أنبياءهم، وقد كذبوا في ذلك، بل نقضوا العهود والمواثيق، وكذبوا بالحق المصدق لما في أيديهم، فجاء القرآن بتوبيخهم وعيبهم بالغضب والضلال واللعن:{فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} .
ومن ذلك ما ورد في الفصل الحادي والعشرين من "إنجيل متى " وهو -أيضا- في إنجيل مرقس " قال: " ثم طفق يضرب لهم الأمثال ويقول: اغترس رجل كرما، وحوطه بحائط، وبحث فيه معصرة، وبني يرجا، وأجره للفلاحين، وسافر، ولما جاء الموسم أرسل إلى الفلاحين خادما؛ لينال من ثمرة الكرم، شيئا فأخذوه، وضربوه، وردوه خائبا، فأرسل إليهم