ومن قوله:" وفئة " إلى قوله: " في أوانيها " إشارة ظاهرة في حق النصارى متضمنة وصفهم بالضلال والجهل بما هو طبق صفتهم في القرآن.
فقد تضمن هذا النص وصف الأمم الثلاث بمثل ما وصفهم القرآن، وجاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-، فكان دليلا من أدلة نبوته كما هو دليل على صدق من قبله حيث تطابق الوصفان من غير تواطؤ ولا اقتباس.
ومن ذلك ما ورد في الفصل الثالث عشر من " إنجيل متى " والثامن من " إنجيل لوقا ": " انظروا إلى زارع خرج للزرع، وبينما هو يزرع سقط بعض البذر في الطريق، فجاءت الطيور فلقطته، وسقط بعضه على الصخر حيث لم يكن التراب كثيرا، وفي ساعته نبت، لأنه لم يكن له في الأرض عمق، ولما طلعت الشمس احترق، ويبس، لأنه لم يكن له أصل، وسقط بعضه في الشوك، فنما الشوك وخنقه، وسقط بعضه في الأرض الطيبة، فأثمر مائة ضعف وبعضه ستين وبعضه ثلاثين، فمن كانت له أذن سامعة فليسمع ".
وهذا المثل - والله أعلم - يتضمن وصف الأمم الثلاث بما يظهر للمتأمل.
والمقصود منه قوله:" وسقط بعضه في الأرض الطيبة ... " إلى آخره، فإنه موافق لما أخبر الله به في صفة أصحاب النبي - صلى الله