وأما اعتراضه بالغزو والقتال فهو اعتراض باطل من وجوه:
الأول:
أن الغزو والقتال للأعداء فضيلة متنافس فيها على الجملة، دالة على شرف النفس، وعلو الهمة، ولم يزل التمادح به مشهورا في القديم والحديث.
وإنما يذم ما كان منه ظلما وعدوانا، وليس كذلك قتال نبينا -صلى الله عليه وسلم - لما نبينه في الوجه الثاني.
وهو أن قتاله -صلى الله عليه وسلم- إنما هو عن أمر الله -تعالى- وشرعه لإقامة دين لله وإبطال عبادة من سواه من الأنداد والأصنام.
وهذا من أعظم الفضائل، وأكبر المناقب، وأرفع الرتب، وهو قتال الأنبياء وأتباعهم، ولنبينا -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه من هذه الفضيلة أوفر حظ، وأكمل نصيب.
الوجه الثالث:
أن قتاله -صلى الله عليه وسلم- من أعلام نبوته، وأدلة رسالته، لأنه مطابق لما جاء من نعته في كتب الأنبياء - عليهم السلام - كما قدمنا من نص الزبور في قوله: