للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا قال غير واحد من السلف، وهو ظاهر من الآية، فجعلوها زانية قد حملت بولدها من ذلك. زاد بعضهم: وهي حائض {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ} .

أي: هذا الذي يدعي لنفسه هذا المنصب وقد قتلناه، وهذا من باب التهكم والاستهزاء كقول المشركين: {يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} أي: يا ذا الذي يدعي لنفسه ذلك، إنك لمجنون.

والمقصود أن اليهود آذوا نبي الله -عليه السلام- بكل ممكن حتى جعل لا يساكنهم في بلد، بل كان يكثر السياحة هو وأمه - عليهما السلام - حتى كان آخر ذلك أن سعوا إلى ملك دمشق في ذلك الزمان، وكان رجلا مشركا من عبدة الكواكب من اليونان، وأنهوا إليه أن ببيت المقدس رجلا يفتن الناس، ويضلهم، ويفسد على الملك رعاياه، فغضب الملك، وكتب إلى نائب بيت المقدس: " أن يحتاط على هذا المذكور، ويصلبه، ويضع الشوك على رأسه، ويكف أذاه عن الناس ". فامتثل والي بيت المقدس ذلك.

وذهب هو وطائفة من اليهود إلى المنزل الذي فيه عيسى -عليه السلام - وهو في جماعة: اثنا عشر، أو ثلاثة عشر، وقيل: سبعة

<<  <  ج: ص:  >  >>