الصلاة يلعب بجرو كلب، وأودع الأبيات رقعة وأنفذها مع ولده مختومة إلى المؤدب:
ترك الصلاة لأكلب يسعى بها ... طلب الهراش مع الغواة الرجس
فليأتينك غدوة بصحيفة ... كتبت له كصحيفة المتلمس
فإذا هممت بضربه فبدرة ... وإذا بلغت به ثلاثاً فاحبس
واعلم بأنك ما أتيت فنفسه ... مع ما يجرعني أعز الأنفس
فهذا شريح، وهلم جرا إلى حيث شئت، ومن الفقهاء عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، قال في امرأة من هذيل قدمت المدينة ففتن بها الناس ورغبوا فيها خاطبين:
أحبك حباً لو علمت ببعضه ... لجدت ولم يصعب عليك شديد
وحبك يا أم الوليد مولهي ... شهيدي أبو بكر فنعم شهيد
ويعلم وجدي قاسم بن محمد ... وعروة ما أخفي بكم وسعيد
ويعلم ما ألقى سليمان علمه ... وخارجة يبدي بنا ويعيد
متى تسألي عما أقول تخبري ... فلله عندي طارف وتليد
هؤلاء الستة الذين ذكرهم: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعروة بن الزبير بن العوام، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعبيد الله صاحب هذا الشعر هو سابعهم، وهم فقهاء المدينة، وأصحاب الرأي الذين هم عليهم المدار.
وقد كان جماعة من أصحاب مالك بن أنس يرون الغناء بغير آلة جائزاً، وهو مذهب جماعة من أهل مكة والمدينة، والغناء حلة الشعر إن لم يلبسها طويت، ومحال أن يحرم الشعر من يحل الغناء به.