والزليف فرس مشهور، وهو من نسل الحرون، ومناهب فرس تنسب إليه الخيل أيضاً، قال الشمردل:
لأفحل ثلاثة سمينا ... مناهبا والضيف والحرونا
والعلهان: فرس أبي مليك عبد الله بن الحارث اليربوعي.
ومن أقدم الخيل زاد الراكب، وهبه سليمان عليه السلام لقوم من الأزد كانوا أصهاره.
وكان إسماعيل عليه السلام أول من ذلل الخيل وركبها، وكانت قبل من سائر الوحوش.
[باب من المعاني المحدثة]
قال أبو الفتح عثمان بن جني: المولدون يستشهد بهم في المعاني كما يستشهد بالقدماء في الألفاظ، والذي ذكره أبو الفتح صحيح بين؛ لأن المعاني إنما اتسعت لاتساع الناس في الدنيا، وانتشار العرب بالإسلام في أقطار الأرض، فمصروا الأمصار، وحضروا الحواضر، وتأنقوا في المطاعم والملابس، وعرفوا بالعيان عاقبة ما دلتهم عليه بداهة العقول من فضل التشبيه وغيره، وإنما خصصت التشبيه لأنه أصعب أنواع الشعر، وأبعدها ومتعاطى، وكل يصف الشيء بمقدار ما في نفسه من ضعف أو قوة، وعجز أو قدرة، وصفة الإنسان ما رأى يكون لا شك أصوب من صفته ما لم ير، وتشبيهه ما عاين بما عاين أفضل من تشبيه ما أبصر بما لم يبصر، ومن هنا يحكى عن ابن الرومي أن لائماً لامه فقال: لم لا تشبه تشبيه ابن المعتز وأنت أشعر منه؟ قال: أنشدني شيئاً من قوله الذي استعجزتني في مثله، فأنشده في صفة الهلال:
فانظر إليه كزورق من فضةٍ ... قد أثقلته حمولة من عنبر