سيبلغها خيري ويرجع أهلها ... إليها ولم تقصر علي ستورها
لما كان في ترك الزيارة إشكال بين مراده.
ومن أصحاب التآليف من يعد في هذا الباب ما ناسب قول الشاعر:
فأصبحت مما كان بيني وبينها ... سوى ذكرها كالقابض الماء باليد
وقال الربيع بن ضبيع الفزاري:
فنيت وما يفنى صنيعي ومنطقي ... وكل امرئ إلا أحاديثه فاني
وليس من هذا الباب عندي، وإنما هو من باب الاحتراس والاحتياط؛ فلو أدخلنا في هذا الباب كل ما وقع فيه استثناء لطال، ولخرجنا فيه عن قصده وغرضه ولكل نوع موضع.
[باب التتميم]
وهو التمتم أيضاً، وبعضهم يسمي ضرباً منه احتراساً واحتياطاً.
ومعنى التتميم: أن يحاول الشاعر معنى، فلا يدع شيئاً يتم به حسنه إلا أورده وأتى به: إما مبالغة، وإما احتياطاً واحتراساً من التقصير، وينشدون بيت طرفة:
فسقى ديارك غير مفسدها ... صوب الربيع وديمة تهمي
لأن قوله غير مفسدها تتميم للمعنة، واحتراس للديار من الفساد بكثرة المطر. ومثله قول جرير: