للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم المعين على الآداب والحكم ... صحائف حلك الألوان كالظلم

لا تستمد مدادها غير صبغتها ... فسر ذي اللب منها غير مكتتم

خفت وجفت فلم تدنس لحاملها ... ثوباً ولم يخش منها نبوة القلم

وأمكن المحو فيها الكف فاتسعت ... لما تضمن من نثر ومنتظم

حليتها بلجين وانتخبت لها ... وقاية من ذكي العود لا الأدم

فالكم يعبق منها حين تودعه ... عرفاً تنسم منها أطيب النسم

لو كن ألواح موسى حين يغضبه ... هارون لم يلقها خوفاً من الندم

وله من قصيدة ذكر فيها طاووساً مات له:

رزئته روضةً يروق، ولم ... نسمع بروض يمشي على قدم

جثل الذنابى كأن سندسة ... زرت عليه موشية العلم

متوجاً خلقة حباه بها ... ذو الفطر المعجزات والحكم

كأنه يزدجرد منتصباً ... يبني فيعلى مآثر العجم

يطبق أجفانه ويحسر عن ... فصين يستصبحان في الظلم

أدل بالحسن فاستذال له ... ذيلاً من الكبر غير محتشم

ثم مشى مشية العروس؛ فمن ... مستظرف معجب ومبتسم

فهذا طرف مما شرطته كاف، يرى به المتعلم نهج هذه الطريقة، إن شاء الله تعالى.

[باب الشطور وبقية الزحاف]

القول في الشطور على أحد وجهين: إما أن يراد بالشطر نصف البيت، وإما أن يراد به القصد، وذلك أنهم إذا ذكروا الشطور فربما أنشدوا أبياتاً كاملة، وليست أقسمة؛ فيكون هذا من قوله تعالى: " فول وجهك شطر

<<  <  ج: ص:  >  >>